هل تؤيد خروج المر أة من البيت

السلام عليكم
كنت وعدت في أحد مواضيعي أن أضع موضوعا به ضوابط خروج المرأة أو الفتاة إلى الشارع .....
وأسأل الله أن يوفقنا لذلك
عزيزتي ...
الأصل في المسلمة المؤمنة القانتة الحافظة لحدود ربّها القرار في منزلها ورعاية زوجها وأبنائها بل وحتى إخوانها وله الأجر في ذلك بإذن الله تعالى ، فقد قال عزّ من قائل : { وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى }(الأحزاب :33)
وقال القرطبي : ( في هذه الآية الأمر بلزوم البيت ، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل فيه غيرهن بالمعنى، هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، فكيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة).
فهذا الأمر عزيزتي نزل في خير القرون فكيف بقرننا !!!!!
وإنظري عزيزتي كيف أثنى المولى عزّ وجلّ على الحور العين اللولتي هنّ من نعيم الرّجال في الجنّة ، فقال عزّ من قائل : { حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ }(الرحمن:72)
ولكن ما نراه عزيزتي في هذا الزمان هو عكس ذلك والله المستعان من كثرة الخروج بدون مبرر.....
فهذا والله أعلم سببه قلة الإيمان والخوف من الله
سببه ...أخي الكريم غفلة الرجال عن النساء تساهلاً أو عمداً وقلة غيرة والثقة الزائدة التي في غير محلها
وأسباب أخرى لست هنا لسردها ....
ولكن هدفي من هذا الموضوع تبيين ضوابط خروج المرأة من مملكتها ....أو من منزلها ...وهل يتوجبّ عليها الخروج مع المحرم ...
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين :
هل خروج المرأة إلى الأسواق من غير محرم جائز أم لا ، ومتى يجوز ومتى يحرم ؟

الاجابة:
الخروج إلى الأسواق في الأصل جائز ، ولا يشترط أن يكون معها محرم إلا أن تخشى الفتنة فإنه يجب عليها ألا تخرج إلا بمحرم يحميها ويصونها ويحفظها ، ويشترط لجواز خروجها إلى الأ سواق أن تخرج غير متبرجة ولا متطيبة وإن خرجت متبرجة أو متطيبة فإنه لا يحل لها ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : *"ولا تمنعوا إما الله مساجد الله وليخرجن تفلات "* ، فلأن في خروجهن متبرجات أو متطيبات فتنة بهن ومنهن فإذا أمنت الفتنة وخرجت المرأة على الوجه المطلوب منها غير متبرجة ولا متطيبة فإنه لا حرج عليها في الخروج وقد كان النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يخرجن للأسواق من غير محرم (1) . * * *(1) فتاوى المرأة
غضّ البصر :قوله تعالى .
( وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ) فالمراد بما ظهر هنا : الثياب والعباءة والخمار ، أو ما ظهر منها بغير قصد ، بسبب الريح مثلا .
أن يكون خروجها لضرورة أو حاجة :
روى البخاري في صحيحه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( قد أذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن))
أن يكون الخروج بإذن وليها
مما يدل على ذلك اشتراط إذن الزوج في زيارة الأبوين : ما جاء في الصحيحين في قصة الإفك ، وقول عائشة رضي الله عنها للنبي صلى الله عليه وسلم : " أتأذن لي أن آتي أبوي ". البخاري (4141) ومسلم (2770).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : (( لا يحل للزوجة أن تخرج من بيتها إلا بإذنه ..وإذا خرجت من بيت زوجها بغير إذنه كانت ناشزة عاصية لله ورسوله ومستحقة للعقوبة ))

فلا يجوز لها الخروج إلا بإذن الأبوين في حال وجودهما ، وهذا من باب طاعة الوالدين وحقهما عليك .
أن تلتزم بالحجاب الشرعي :
امتثالا لقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)) (الأحزاب:59)

قوله تعالى : (( وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ )) (الأحزاب: 53)
أن يكون خروجها على تبذل وتستر تام :

لحديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( إذا استعطرت المرأة فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا)) رواه أبو داود

وفي رواية لأحمد : (( فهي زانية)) [16].

وفي حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن ليخرجن وهن تفلات )) رواه أبو داود (565) .
قال ابن قيم الجوزية : (يجب على ولي الأمر منع النساء من الخروج متزينات متجملات ، ومنعهن من الثياب التي يكن بها كاسيات عاريات ..وله أن يحبس المرأة إذا أكثرت الخروج من منـزلها ، ولاسيما إذا خرجت متجملة، بل إقرار النساء على ذلك إعانة لهن على الإثم والمعصية ، والله سائل ولي الأمر في ذلك .
أن لا يفضي خروجها إلى حرام أو ترك واجب :
يقول الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - : (الدعوة إلى نزول المرأة في الميادين التي تخص الرجال على المجتمع الإسلامي من أعظم آثاره الاختلاط الذي يعتبر من أعظم وسائل الزنا الذي يفتك بالمجتمع ويهدم قيمه وأخلاقه، وعليه فعمل المرأة بين الرجال من غير المحارم فتنة تضعها على الطريق الموصل إلى مالا تحمد عقباه مما حرم الله وما يؤدي إلى الحرام وعليه فعمل المرأة بين الرجال محرم لا يقول بخلافه إلا من حاد الله ورسوله )[20].

ويقول أيضاً- رحمه الله -( إن عمل المرأة بعيداً عن الرجال إن كان فيه مضيعة للأولاد ، وتقصير بحق الزوج ، من غير اضطرار شرعي لذلك ، يكون محرما ، لأن ذلك خروج على الوظيفة الطبيعة للمرأة، وتعطيل للمهمة الخطيرة التي عليها القيام بها، مما ينتج عنه سوء بناء الأجيال، وتفكك عرى الأسرة التي تقوم على التعاون، والتكامل، والتضامن ومساهمة كل من الزوجين بما هيأ الله له من الأسباب، التي تسعد على قيام حياة مستقرة آمنة مطمئنة، يعرف فيها كل فرد واجبة أولاً، وحقه ثانيا
هذا ما وفقت إليه ، وأسأل الله الهداية لي ولكنّ
وبارك الله فيكم

مشكورة أختي العزيزة