[right]جزر صغيرة بوسط المحيط الهندي تبعد عن ملاجاش بحوالي 500 ميل، منعزلة لا يعرف عنها إلا القليل بسبب صغر مساحتها وبعدها، توجد إلى الشرق من ملاجاش، اكتشفها العرب قبل وصول الأوربيين إليها بعدة قرون، تقع إلى الجنوب من الدائرة الاستوائية بعشرين درجة عرضية، وقرب خط الطول 58 ْ شرقي جرينتش، في جنوبها الغربي جزيرة ريونيون، ورغم هذا البعد والانعزال وصلها الإسلام في سنة 932هـ - 1507م، وأطلق عليها البحار البرتغالي الذي وصلها أطلق عليها اسمه، وكان (داسكارين)، واعتقد البرتغاليون أنهم أول من وصل إليها، ولكن المسلمين سبقوهم إلى الجزيرة بعدة قرون، ثم احتلها الهولنديون وأسسوا بها محطة تجارية، وظلوا بالجزيرة حتى سنة 1222هـ - 1710م، وجاء من بعدهم الفرنسيون في سنة 1228هـ، وأسسوا ميناء بورت لويس، عاصمة البلاد حاليًا، وظلت جزيرة موريشيوس قاعدة للفرنسيين بالمحيط الهندي حتى هزيمة نابليون، فاستولت عليها بريطانيا في سنة 1230هـ - 1814م، ولقد كانت موريشيوس محطة مهمة عندما كانت السفن تدور حول رأس الرجاء الصالح، ولكنها فقدت هذه الأهمية بعد افتتاح قناة السويس، وظلت بريطانيا تحتل الجزيرة حتى نالت استقلالها في سنة 1388هـ - 1968م.
الأرض:
تبلغ مساحة موريشيوس ألفين وخمسة وأربعين كيلو مترًا، وسكانها في سنة 1408هـ - 1988م (1.078.000) والعاصمة بورت لويس وهي الميناء الأول بها، والجزيرة بركانية لا ترتفع أرضها كثيرًا، فأعلى تلالها الجبل الأسود، ويصل ارتفاعه إلى 827 مترًا، وأكثر أرض الجزيرة ارتفاعًا في الوسط والجنوب الغربي، وتضم جزيرة رود ريجويس وبعض الجزر الصغيرة. ومناخ موريشيوس مداري معتدل، بسبب موقعها الجزري، وتصيبها كميات وفيرة من الأمطار ساعدت على نمو الغابات في بعض أجزاء الجزيرة.
السكان:
سكان الجزيرة خليط من العناصر الزنجية، ويطلق عليهم الكريول (الزنوج المحررون)، وإلى جانبهم جماعات باكستانية هندية، وجماعات من جزر القمر وأقلية من الفرنسيين، واللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية، وإلى جانبها اللغة الهندية والفرنسية، ونسبة المسلمين بها حوالي 20%، أي إن عددهم 215 ألفًا، وبها 55% هندوس، 25% مسيحيون.
النشاط البشري:
يعمل سكان الجزيرة في الزراعة، ويعمل بالزراعة 24% من القوة العاملة، وتغطي مزارع قصب السكر نصف مساحة الجزيرة، ويمثل السكر أهم صادراتها، وإلى جانب القصب يزرع الشاي، والتبغ، وبعض الحبوب الغذائية، والسياحة حرفة هامة في الجزيرة.
كيف وصل الإسلام موريشيوس؟
لقد وصل الإسلام جزر موريشيوس مبكرًا، وكان ذلك في القرن الرابع الهجري حيث كانت التجارة وسيلة وصول الإسلام إلى هذه البقاع النائية، فوفد إلى موريشيوس العديد من التجار العرب، غير أنهم لم يستمروا بالجزيرة، وجلب الأفارقة من شرق أفريقيا، وكان بعضهم من المسلمين، ووصلت بعد ذلك هجرات من الهند والباكستان من جنوب آسيا، والذين استقروا بالجزيرة وأقاموا بها، ومثل هذا محورًا آخر انتقل الإسلام عن طريقه إلى موريشيوس.
ومن أبرز الهجرات الآسيوية التي نقلت الإسلام إلى موريشيوس هجرة ماليزية من مسلمي شبه جزيرة الملايو قدمت إلى الجزيرة في القرن التاسع للهجرة، وجاء إلى الجزيرة مسلمون هنود من سورات وكتش، ولكن للأسف نقلوا معهم خلافاتهم إلى الجزيرة، وسبب هذا مشاكل عديدة، وهكذا انتشر الإسلام في موريشيوس بواسطة التجار العرب والمهاجرين من الهند وملاجاش، وكذلك عن طريق المهاجرين من ماليزيا، وتبلغ نسبة المسلمين بين سكان الجزيرة حوالي عشرين في المائة وتقدرهم المصادر الغربية بـ17% وحاليًا يزيد عدد المسلمين عن 215 ألف نسمة، ويتحدث سكان الجزيرة اللغة الفرنسية، وتعتبر الإنجليزية اللغة الرسمية، ويتحدث بعض الجماعات اللغة الأردية، وتسيطر العناصر الهندية على الهيئات والمؤسسات الإسلامية، ولكن للأسف منقسمون على أنفسهم وتنقصهم الوحدة للوقوف أمام الهندوس والنصارى والفئات الضالة.
الهيئات الإسلامية:
توجد بجزيرة موريشيوس منظمات إسلامية كونها المسلمون بجهودهم الذاتية، وهناك العديد من المنظمات والهيئات الإسلامية ومعظمها في العاصمة وفي مدينة بيوبازن، ومن هذه المنظمات الدائرة الإسلامية تأسست في سنة 1380هـ - 1960م، وبها مركز إسلامي، وجمعية للطلبة المسلمين بموريشيوس وهي من أنشط الهيئات، والبعثة الإسلامية، والإخوان المسلمون، وهيئة الفنون الإسلامية، وحركة المرأة المسلمة، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وللمسلمين بموريشيوس العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة، غير أن بعض المدارس لا تعطي للمواد الدينية أهمية كبيرة، فالكلية الإسلامية التي تأسست في سنة ألف وثلاثمائة وأربع وسبعين، وتبلغ نسبة الطلبة المسلمين بها اثنين وتسعين بالمائة، تدرس الثقافة الإسلامية بها في ساعة واحدة في الأسبوع، ومن المؤسسات التعليمية الإسلامية مدرسة أمداد الإسلامية، وكلية الثقافة الإسلامية، ومدرسة الفتيات المسلمات، وهناك عديد من المدارس، غير أن المواد الدينية لا تأخذ حصتها من الوقت اللازم.
كما أن هذه المدارس والمؤسسات التعليمية تعاني من نقص عدد مدرسي اللغة العربية، ويوجد بموريشيوس أكثر من 170 مسجدًا، والمساجد معظمها في مناطق التجمع المدني، لا سيما في العاصمة بورت لويس، وكل المساجد في موريشيوس تعتبر أوقافًا عامة، وتلحق ببعضها مدارس قرآنية، ورغم أن هناك العديد منها، ومن المدارس المدرسة التي أسسها الشيخ عبد الرشيد نواب (الهاي سكول) في سنة 1925م، وهي من المدارس الهامة بالجزيرة، ولقد أعادت رابطة العالم الإسلامي بناء هذه المدرسة، وينقص التعليم الإسلامي المدرسون المؤهلون إسلاميًا، والكتب الإسلامية باللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ولرابطة العالم الإسلامي مكتب في كوارت بونس.
علاقات مسلمي موريشيوس بالعالم الإسلامي:
للمسلمين في الجزيرة علاقات بالعديد من الهيئات الإسلامية العالمية، مثل: الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وإدارة البحوث العلمية والإفتاء بالرياض، والجماعة الإسلامية في الباكستان.
ولقد وقعت رابطة العالم الإسلامي اتفاقية للتعاون الثقافي والاجتماعي مع حكومة موريشيوس، وتعمل الرابطة على تأسيس مركز ثقافي إسلامي في الجزيرة، كما أن الندوة العالمية للشباب الإسلامي تتبنى مشروع مركز إسلامي لصالح جمعية الطلبة المسلمين في موريشيوس بالتعاون مع البنك الإسلامي، وزار الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي الجزيرة في 29 / 1 / 1989م من أجل هذا المشروع.
التحديات:
1/ الخلافات الحادة بين الهيئات الإسلامية وكثرة أعدادها.
2/ الجهل الديني عند المسلمين خصوصًا في الريف.
3/ تحدي الفئات الضالة مثل الأحمدية، والبهائية، والماسونية هذا إلى جانب التحدي الهندوسي والنصراني.
4/ عدم تمثيل المسلمين في السلطات الحاكمة خصوصًا في مجلس الوزراء رغم أن المسلمين خمس السكان.
5/ التعصب عند بعض العناصر الهندية المسلمة والخضوع إلى الجمعيات المتطرفة.
