usb206 نائب المدير الثاني
عدد الرسائل : 799 العمر : 56 الموقع : غرداية العمل/الترفيه : أستاذ المزاج : عادي احترام قوانين المنتدى : تاريخ التسجيل : 27/08/2008
| موضوع: الاسلام في جزر فيجي الثلاثاء 24 يوليو 2012, 10:17 | |
| من المعلوم أن المسلمين الذين يكونون أمة الإسلام في عصرنا الحاضر ينتشرون في قارات العالم المختلفة إذ لا يخلو بلد من بلدان العالم من جماعة إسلامية قل عددها أم كثر. هذا ويعيش ثلث المسلمين في دول يكونون فيها أقليات, وقد عانى هؤلاء المسلمون من ضغوط متعددة كالاستعمار والتغريب وانصهار الشخصية, ولأن تلك الأقليات جزء لا يتجزأ من جسد الأمة فكان لابد من الاهتمام بها. إذ هذا الاهتمام هو ضروري كضرورة الاهتمام بمستقبل الأمة الإسلامية جمعاء ومستقبل الدولة الإسلامية. واليوم نلقي بنظرة عابرة على أحد جزر المحيط الهادي التابعة لقارة أوقيانوسيا لنرى كيف خاض الإسلام عباب مياه الهادي لينير جزر فيجي فهيا بنا إلى هناك. تعدجزر فيجي ملتقى الطرق البحرية في المنطقة الجنوبية من المحيط الهادي،حيثتقع بين القارات الثلاث أستراليا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية,وكانت تعرف قديماً بين البحارةوالقراصنة بجزر "آكلي لحوم البشر". والآن بعد أن كانوا آكلي لحوم البشر،صاروا منأكثر الشعوب حباً للوئام والسلام –التي يعبرون عنهما بارتدائهم الورود والزهور على رؤوسهم طيلةالوقت-. · جمهورية جزر فيجي: هي دولة تقع في جنوب المحيط الهادىء ، شرق فانواتو ، وغرب تونجا ،وجنوب توفالو .وهي عبارة عن أرخبيل مكون من 322 جزيرة، أكبرها فيتي ليفو - التي بها ما يقارب ثلاثة أرباع سكان فيجي وبها تقع العاصمة- وفانواليفو ومن أشهر مدنها لاباسا و سافوسافو . اكتشف جزرفيجي الكابتن "ويليام بلاي" الذي أبحر إلى تلك الجزر المجهولةبعد التمردالذي وقع على السفينة "باونتي" عام 1789م, وكان أول من سكنها وعاش وسط أهلهامن الأوروبيين البحارةالذين تحطمت سفنهم الاستكشافية قبالة السواحلالفيجية, وقد قامت دولة بريطانيا العظمى كما كانت تسمى آنذاك باحتلال جزر فيجي عام 1874م ونالت استقلالها عام1970م. كلمة فيجي : تعني"جزر" باللغة التونجانية . · المساحة:تبلغ مساحة فيجي 18378 كم2. · العاصمة: سوفاتوقد أصبحت عاصمة لفيجي عام 1882م. · عدد السكان: يبلغحوالي 796 ألف نسمة. · اللغة: الإنجليزية والفيجية والأوردية. · الديانة الرسمية: المسيحية. · المجموعات العرقية: الهنود ويمثلون نصف عدد السكان وهناك الفيجيين من أصل ميلانيزي وبولينيزي ويقدر عددهم بربع مليون نسمة,40ألف من جنسيات أخرى. · عدد السكان المسلمين: يقدر عدد السكان المسلمين ب 50 ألف نسمة أي ما يساوي 7.7% من التعداد الكلي للسكان. · عدد المساجد:يزيد عددها في آخر تقديرات على 70مسجد. · أول مسجد تم بناؤه: بني عام 1900م في مدينة تافوة. فيجي هي عبارة عن مجموعة من الجزر الصغري في المحيط الهادي, استولت بريطانيا عليها في سنة 1291 هـ -1874 م وأصبحت مستعمرة بريطانية، وجلبت بريطانيا العمال الهنود إلى فيجي لزراعة قصب السكر بين سنتي 1297هـ - 1879 م و 1335هـ -1916م ويصل عدد الهنود الذين هاجروا في عهد الاحتلال البريطاني أكثر من 270 ألف نسمة، وهناك حوالى 40 ألف نسمة من جنسيات أخرى مختلفة، وينتمي المسلمون بفيجي إلى العناصر الهندية والباكستانية, وقد نالت استقلالها في سنة 1390هـ -1970م. ولطالما كانت النصرانية هي الديانة الرئيسية في منطقة أوقيانوسيا، إلا أنها تشهد في الآونة الأخيرة تناميًا مستمرًا للإسلام وخاصة في منطقة ميلانيزيا التي تضم عددًا من الدول وعلى رأسها جمهورية جزر فيجي. فيجي أحد جنان الله في الأرض، وكما منَ الله عليها بنصيب من الجمال الطبيعي، حباها جل شأنه بجمال روحاني رباني حين غمرها الإسلام بنور أضاء ربوعها، فهيا لنرى كيف وصل ذلك النور إليها. وصل الإسلام إلى جمهورية جزر فيجي مع هجرة العمالة من شبه القارة الهندية – الباكستانية وتعتبر هذه ضمن الهجرة الرابعة التي وصلت إلى استراليا وما حولها من جزر المحيط الهادي، وذلك بين عام1297هـ - 1335هـ و1879م- 1916م حيث وصل إلى فيجي 6،552 نسمة كعمالة أتت بهم بريطانيا جبراً للعمل في مزارع قصب السكر، وكان بينهم 7635 مسلماً من بينهم 2537 امرأة، ويمثل هذا العدد 12،61% من جملة المهاجرين من شبه القارة الهندية – الباكستانية. وبدأ الإسلام ينتشر بين سكان فيجي عن طريق هذه الجماعات المهاجرة، ثم هاجرت إلى البلاد جماعات مسلمة من جزر الهند الشرقية، والملايو ومن شرقي إفريقيا، وهكذا أخد عدد المسلمين يزداد في جزر فيجي. وقد شكل المسلمون أول هيئة إسلامية في سنة1345هـ - 1926م. ويصل عدد مسلمي جزر فيجي اليوم إلى 50.000ويشكل عددهم 7،7% من جملة سكان البلاد،بينما يشكلون حوالي 15،9% من جملة الهنود والباكستانين المستوطنين بالبلاد،ويعيش 57،19 % من المسلمين في القرى، وهناك من يسكنون العاصمة سوفة، وكذلك في مقاطعة (با)، ومقاطعة ماكوانا، وفي مقاطعة روا. وبالرغم من أن أعداد المسلمين المعلنة ليست رسمية لكن الإسلام هو الأسرع انتشارًا في هذه البلاد، وتشير التقديرات إلى تحول الآلاف إلى الإسلام، ومازالت الهجرة الإسلامية في استراليا متواصلة إلى يومنا هذا من دول مختلفة من العالم. وابتدأ العمال المسلمون بإحياء شعائر الإسلام منذ وصولهم إلى تلك الجزر النائية، وقد حافظوا بذلك على الإسلام بين أحفادهم، بل نجحوا كذلك في إدخال بعض الهندوس وأهل البلاد الأصليين في الإسلام. وأكثر مسلمي فيجي على المذهب الحنفي، وأقلهم على المذهب الشافعي، وتعد اللغة الأوردية لغة حضارتهم الدينية وإن كانت اللغة الإنجليزية هي لغة تخاطبهم ومعاملتهم، ويعمل المسلمون حرف متنوعة كالزراعة والتجارة، ومنهم كثيرون في الحرف والمهن الصناعية. وكان سر بقاء الجالية الإسلامية في جزر فيجي تنظيمها منذ وصول المسلمين الأوائل منذ أكثر من قرن إلى تلك الجزر النائية، وقد تمثل هذا التنظيم في إنشاء جمعيات إسلامية كانت في بدايتها متعددة وأصبحت منذ أكثر من ستين سنة جمعية واحدة كانت أول تنظيم إسلامي في الجزر الفيجية وهي رابطة مسلمي فيجي، وقد تأسست سنة 1910م في العاصمة سوفة، وتنظم بعد مسلمي سوفة مسلمو أهم المدن الأخرى كلاوطوكة، ولمباسة، وبا، وناوصوري، وقامت هذه الجمعيات بتنظيم شئون المسلمين. وقد عملت كل جمعية إسلامية على بناء مسجد لها. فبني أول مسجد في الجزرعام 1900م في تافوة ثم بنيت مساجد فينتوكو ونوصوري سنة 1922م، ولم تصل سنة1930م حتى تنظم جميع مسلمي فيجي محليًا وأسسوا المساجد- التي وصلت الآن قرابة 70 مسجد كما ذكرنا من قبل وتنتشر في أنحاء متفرقة من البلاد وتشرف عليها الهيئة الإسلامية بفيجي، وبنيت كلها بجهود ذاتية، كما قامت أيضاً بإنشاء الكتاتيب، وتعتبر رابطة مسلمي فيجي من أقوى تنظيمات المسلمين في الأقليات الإسلامية وأنفعها. هذا ويوجد في فيجي أكثر من 20 مدرسة لأطفال المسلمين، منها 3 مدرسة إبتدائية إسلامية، وهناك مدارس متوسطة وثانوية وتشرف عليها أيضًا الهيئة الإسلامية بفيجي، ومعظم هذه المدرس ملحقة بالمساجد،وتحوي هذه المدارس بين جنباتها أكثر من 10.000 طالب مسلم. هذا ويسعى المسلمون في فيجي إلى تزويد أنفسهم بالعلم الشرعي، ومن أجل ذلك رحلت أعداد للدراسة في بلاد إسلامية مختلفة، ورغم قلة هذه الأعداد فهذا المسعى يدعو للتقدير. وهكذا نرى كيف نجح مسلمو فيجي في ترسيخ وجودهم وضمان مستقبلهم بالاهتمام بتعليم أبناءهم بالمبادئ الإسلامية، وقامت "رابطة مسلمي فيجي" بكل هذا المجهود بمفردها وبدون عون خارجي يذكر، بل بتمويل مسلمي فيجي أنفسهم على فقرهم. فمما لاشك فيه أن تنظيم المسلمين الفيجيين لأنفسهم منذ البداية ساعدهم على تنقل الخصائص الإسلامية من جيل إلى آخر. ولكن مع أن الصورة مشرقة إلا أن بعض الغيم يكدر صفو هذه الصورة, من خلال بعض العوائق والتحديات التي تواجهها الأقلية المسلمة في فيجي, والتي تتمثل في: · تأتي المعاناة التي يواجهها المسلمون من الهندوس في مقدمة تلك التحديات, فقد نقل الهندوس الممارسات البغيضة التي يمارسونها ضد المسلمين بشبه القارة الهندية معهم إلى فيجي، ووصل الأمر إلى العديد من المصادمات بين المسلمين والهندوس, على الرغم من أنهم ينتمون إلى موطن واحد, ولكن هيهات لتلك القلوب المريضة أن تخفي حقدها الوثني الذي لا تدخر جهدًا في إظهاره كلما سنحت الفرصة على أتباع دين خير البرية محمد صلى الله عليه وسلم . · كما يعانون من تحدي العناصر الأخري ذات المعتقدات الضالة الذين يعاملونهم على أنهم أقلية ضئيلة. · التعليم الديني الذي لايزال متخافتًا بسبب ضعف المدرسين وقلة الكتب المترجمة، وعدم وجود منهج واضح للتعليم. · فرض الإنجليزية أو الأردية لغة للمدارس الإسلامية. · قلة عدد المسلمين الذين حصلوا على مؤهلات جامعية. · أئمة المساجد على قدر متواضع من الثقافة الإسلامية، لذلك فهم في حاجة إلى قسط أكبر من التوعية الاسلامية, وإلى الكتب الإسلامية المترجمة إلى لغة البلاد, فلا تزال الكتب الإسلامية بالترجمة الأردية أو الإنجليزية. · كما يشتكي مسلمو فيجي من قلة اهتمام العالم الإسلامي بهم وعدم مساعدتهم. ومع كل ما ذكرنا من العقبات والتحديات التي يواجهها مسلمو فيجي, فقد نجحوا في الاندماج في مجتمع بلادهم حتى أصبح لهم وجود في الحكومة والمراكز العامة, وكذلك في المجالس النيابية تتناسب مع نسبتهم في البلاد، كما أن الأعياد الإسلامية أصبحت تعد أعيادًا قومية في البلاد. وهناك أيضًا حرية مطلقة للدعوة إلى الإسلام، حتى أن كثيرًا من أهل البلاد الأصليين أخذ يعتنق الإسلام, ورغم المجهود الكبير الذي يبذله إخواننا المسلمين في فيجي من أجل الإسلام ونشره فلا زالت عجلة العوة إلى الله في فيجي تحتاج بعد فضل الله إلى من يدفعها حتى تسير قدمًا للأمام دون توقف. وأخيرًا فإن العمل الدعوي لمسلمي فيجي مثالًا يقتدى به, ونموذجًا مضيئًا يجب أن يقتفى أثره كمنهج للعمل الجدي بالنسبة للأقليات الإسلامية, فهلم أبناء الإسلام وأخوة العقيدة ممن فتح الله عليهم من فضله ماديًا وعلميًا فالمجال مفتوح, والأرض خصبة, والزرع يحتاج من يرعاه حتى يؤتي أكله بإذن ربه إن شاء الله. | |
|