السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بعد
إن السحر يعتبر علما من أقدم العلوم أنزله الله تعالى ببابل وهو مذكور في القرآن الكريم
قال الله تعالى : " واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق" (البقرة الأية 102).
وقوله تعالى: "ولا يفلح الساحر حيث أتى"(طه الآية 69).
وقوله تعالى : "أفتأتون السحر وأنتم تبصرون" (الأنبياء الآية 03)
وقوله تعالى: " يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى" (طه الآية 66).
وقوله تعالى:" ومن شر النفاثات في العقد"( الفلق الآية 04).والنفاثات تعني السواحر
ويعتبر السحر من الموبقات والدليل على ذلك الحديث الصحيح
حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اجتنبوا الموبقات : الشرك بالله والسحر " (راجع2766 أخرجه مسلم89) مطولا
وقد سحر النبي صلى الله عليه وسلم من طرف يهودي والدليل على ذلك الحديث رقم 5766 في صحيح البخاري
حدثنا عبيد ابن اسماعيل حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت:"سحر النبي صلى الله عليه وسلم حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعى الله ودعاه ثم قال: أشعرت يا عائشة أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه، قلت وما ذاك يارسول الله؟ قال: "جايءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: ومن طبه؟ قال: لبيد ابن الأعصم اليهودي من بني زريق، قال في ماذا؟ قال في مشط ومشاطة وجف طلعة ذكر، قال: فأين هو؟ قال: في بئر أروان".
قال: فذهب النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى عائشة فقال: والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين، قلت يا رسول الله: أفأخرجته؟ قال لا أما أنا فقد عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثورعلى الناس منه شرا" وأمر بها فدفنت"
(راجع 2175أخرجه مسلم2189).
وهذا الحديث دليل أيضا على وجود الرقية الشرعية
المصدر : صحيح البخاري و صحيح مسلم