صندوق النقد الدولي

2. صندوق النقد الدّولي:
· أولا: نشأته وتعريفه:
تطوّرت فكرة صندوق النقد الدولي في عام 1944 أثناء مؤتمر الأمم المتحدة عقد في "بريتون وودز" بولاية "نيوهاميشر" الأمريكية عندما اتفق ممثلو 45 حكومة على إطار التعاون الاقتصادي يستهدف تجنب تكرار حادث كارثة السياسات الاقتصادية الفاشلة التي أسهمت في حدوث كساد في الثلاثينيات من القرن العشرين.
وخلال هذا العقد ومع ضعف النشاط الاقتصادي في البلدان الصناعية الكبرى حاولت البلدان المتخلّفة الدفاع عن اقتصادياتها بزيادة القيود المفروضة على الواردات ولكن هذا الإجراء لم يؤدّي إلى تفاقم دائرة الانخفاض التي يتعاقب فيها هبوط التجارة العالمية والناتج وتوظيف العمالة ومن أجل المحافظة على الاحتياطات من الذّهب والعملات الأجنبية لجأت بعض البلدان إلى تقييد حرّية مواطنيها في الشراء من الخارج وقامت بلدان أخرى بتخفيض أسعار عملاتها، بينما فرض البعض الآخر قيودا معقّدة على حرّية حيازة المواطنين للعملات الأجنبية، على أنّ هذه الحلول أدّت إلى نتائج عكسية، ولم يتمكّن أي بلد من المحافظة على ميزته التنافسية لفترة طويلة وقد أدّت السياسات هذه إلى تدمير الاقتصاد الدولي، فتناقصت التجارة العالمية تناقصا حادّا وكذلك توظيف العمالة ومستويات المعيشة في بلدان كثيرة، ومع انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأت بلدان الحلفاء الرئيسية النظر في خطط مختلفة لإعادة النظام إلى العلاقات النقدية الدولية وولد صندوق النقد الدّولي FMI في مؤتمر BW "بريتون وودز" حين وضع ممثّلو البلدان المشاركة الميثاق أو اتفاقية التأسيس لمؤسسة دولية تشرف على النظام النقدي الدولي وتعمل على إلغاء قيود العرف المرتبطة بالتجارة في السلع والخدمات وتحقيق استقرار أسعار الصرف، وفي ديسمبر 1945 جاء صندوق النقد الولي إلى حيز الوجود عند توقيع على اتفاقية تأسيسية
§ تعريف صندوق النقد الدولي:
يمكن تعريفه بأنّه وكالة متخصصة من وكالات منظومة الأمم المتحدة، أنشئ بموجب معاهدة دولية عام1945 للعمل على تعزيز سلامة الاقتصاد العالمي ويقع مقرّه في واشنطن العاصمة ويديره أعضاؤه الذين يشملون جميع بلدان العالم تقربا بعددهم البالغ 184 بلدا.
وبذلك فالصندوق يمثل البنك المركزي للبنوك المركزية لهذه الدّول وبالتالي فإنّه مثل المؤسسات الدولية يعتمد على أجهزة وموظفين يسهرون على تنفيذ وتخطيط الوظائف المحدّدة في الاتفاقية وهو يعمل على تحسين الأحوال السائدة عالميا من خلال:
ü التوسع المتوازن في التجارة العالمية.
ü تحقيق استقرار أسعار الصرف.
ü تجنّب التخفيض التنافسي لقيم العملات.
ü إجراء تصحيح منظّم لإختلالات موازين المدفوعات.
لقد جعلت الدّول المتقدّمة وخاصّة الولايات المتّحدة الأمريكية من هذه المنظّمة العالمية أداة

لمواجهة الأزمات المالية التي تتعرّض لها فهو رهينة لسياسات الدّول الكبرى.

· ثانيا: أهداف صندوق النّقد الدولي:
إنّ صندوق النّقد الدولي هو المنبر الأول للتعاون والتشاور الاقتصادي الدولي وتنافس فيه عادة الموضوعات المتعلّقة بتنظيم وعمل النّظام الدّولي، وعندما تكون هناك حاجة لاتخاذ القرارات فإنّ ذلك يتم في الصندوق بواسطة المجلس التنفيذي واللّجنة المؤقّتة لمجلس محافظي الصندوق ومجلس المحافظين.
والأهداف التي من أجلها أنشئ صندوق النقد الدولي:1
ü تعزيز التعاون النقدي من خلال مؤسسة دائمة توفر آلية للتشاور والتعاون حول المشاكل النقدية والدولية.
ü تسيير التوسع والنمو المتوازن للتجارة الدولية والمساهمة بذلك في تعزيز المستويات العالمية للتشغيل والدّخل الحقيقي والحفاظ عليها.
ü تعزيز استقرار أسعار الصرف وتجنّب انخفاض قيمة العملة بسبب التنافس.
ü المساعدة في إنشاء نظام متعدّد الجوانب للمدفوعات فيما يتعلّق بالمعاملات الجارية وفي إلغاء القيود الأجنبية التي تعوق نمو التجارة العالمية.
ü توفير الثقة للأعضاء يجعل الموارد العامّة للصندوق متاحة لهم بصورة مؤقتة في ظل ضمانات كافية.
ü تقصير مدّة عدم التوازن وتقليل درجته في موازين المدفوعات الدولية للأعضاء.

· ثالثا: تسهيلات إقراض مختارة لدى صندوق النقد الدولي:
أعطى صندوق النقد الدولي تسهيلات في الإقراض نجملها فيما يلي:
§ اتفاقات الاستعداد الائتماني:
تمثّل هذه الاتفاقية جوهر سياسات الإقراض في الصندوق، ويعتبر بمثابة تأكيد للبلد العضو بأنّه يستطيع السحب من موارد الصندوق إلى حدّ معيّن على مدى فترة تتراوح بين 12و18 شهرا في العادة لمعالجة ما يواجه من مشكلات قصيرة الأجل في ميزان المدفوعات.

§ تسهيل الصندوق الممدود:
يعتبر الدعم الذي يقدّمه الصندوق للبلدان الأعضاء طبقا لتسهيل الصندوق الممدود بمثابة تأكيد للبلد العضو بأنّه يستطيع السحب من موارد الصندوق إلى حدّ معيّن على مدى فترة تتراوح مابين ثلاثة إلى
أربع سنوات في العادة، لمساعدة في معالجة المشكلات الاقتصادية الهيكلية التي تتسبب فيها.
§ تسهيل النمو والحد من الفقر:
هو تسهيل سعر فائدة منخفض هدفه مساعدة أفقر البلدان الأعضاء التي تواجه مشكلات مطوّلة في ميزان المدفوعات، أماّ التكاليف التي يتحمّلها المقترض فهي تكاليف مدعمة بالموارد والمبيعات الماضية للذهب المملوك للصندوق إلى جانب القروض والمنح التي تقدّمها البلدان الأعضاء إلى الصندوق خصيصا لهذا الغرض، ولقد حلّ محل التسهيل التمويلي المعزز للتصحيح الهيكلي في نوفمبر1999.
§ تسهيل الاحتياطي التكميلي:
هو تسهيل يوفّر تمويلا إضافيا قصير الأجل للبلدان الأعضاء التي تعاني من صعوبة استثنائية في ميزان المدفوعات نتيجة لفقدان ثقة السوق بشكل مفاجئ ومثير للاضطراب تتمثل مظاهره في تدفق رؤوس الأموال إلى الخارج، ويتضمّن سعر الفائدة على القروض بموجب تسهيل الاحتياطي التكميلي رسما إضافيا يضاف إلى سعر الفائدة العادي على قروض الصندوق.
§ خطوط الائتمان الطارئ:هي خطوط دفاع وقائية تمكن البلدان الأعضاء القائمة بتطبيق سياسات اقتصادية قوية من الحصول على تمويل من صندوق النقد الدولي على أساس قصير الأجل عندما تواجه بفقدان ثقة الأسواق على نحو مفاجئ ومثير للاضطراب بسبب امتداد عدوى المصاعب الآتية من بلدان أخرى.

شكرا