محمد رضا المدير العام
عدد الرسائل : 520 العمر : 31 الموقع : ://tlemcen.ahlamontada.net العمل/الترفيه : طالب المزاج : على حسب الأحوال احترام قوانين المنتدى : تاريخ التسجيل : 26/08/2008
| موضوع: حكاية غزة ..تلك المدينة .... الجمعة 02 يناير 2009, 14:38 | |
| تلك المدينة التي أنجبها القهر ... وتكسرت على عتبات حروفها كل معاني الذل غزة ... مدينة الأبطال مدينة ثكلى حتى تنتهي المعاني وتنطفئ الكلمات على دروب الشروح ... تزوجت المجد وأنجبت أطفالا لا يموتون يرضعون من ثدي أرضها مر الظلم ويروونها بشهد الطهر ... هي مدينة أمطرت سماؤها رجالا ما أبكاهم الا شوقا لاستشهاد مشرف على ثراها مدينة يظنون أنها مقهورة ( ( غزة )) أغلقوا من حولها منافذ النور وسلطوا كفر الجوع على ايمانها ... طعنوا بحراب خشبية حلاوة العيش فيها ... لأنهم أغبياء ... ما دروا أن في السماء رب لا يحجبه عنا حاجز ولا ترهبه دبابات غاصبة ... هم أرادوا أن يقتل غزة وشعبها الجوع ولكن قتلهم صبرها هم أرادوا أن تعمى الأبصار عن مظالمهم ... ولكن أطفئ نورهم عزم مريب على أرضي – أخبرتني غزة – أنزل الخالق رجالا يهابهم الموت ... رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ... في أرضي ولدت حجارة تنطق ... ومنازل تشيد نفسها بنفسها في غزة طفل أصم الأرض والسماء صراخه جوعا وعطشا ... وأخ لنا يرقص مع قاتلنا بسيف العرب الأصيل ... وهنا المهزلة ولكن تذكروا ... وأيقنوا ... يا من تتلعثم ألسنتكم عن حق يقال لم تحبو غزة يوما لتركع على عتباتكم وتشحذ من طغيانكم عدلا ولم تبك تحت أقدامكم لتستدر من جبنكم قوة أو تستلهم من جزعكم عزما غزة ... غزة علمت وعلّمت الدنيا بأسرها أن أسطورة الموت والجوع والقهر ليست سوى أكاذيب تذوب في بوتقة العزة والمجد وأنفة الانسان الذي يرى حياة الأخرين في فنائه فيقدم روحه بلا ضجة أو صخب ... والثمن الخلود ... في غزة - صدقوني - نساء يندرون ما في أرحامهم لتراب غزة ... وسماء غزة ... وهواء غزة في غزة .......... أطفال يعبثون بالحياة ويتسكعون على طرق الموت متبسمين يستهزؤن بصاروخ هنا ودبابة هناك ... وذات مساء ... جمعتنا غزة حول عرش صمودها ... وأخبرتنا عن طفل استنهضته الحياة عمدا ... وأخبرته أن أباه استشهد على أرضه مدافعا عنها وأن أمه استشهدت في مخاضها دفاعا عن الحياة ... وأن الجدة قتلها الغصّاب على تنورها فنهضت ... ونهض شبابه الذي جاء ثائرا على عجل وحملته الأرض لترد الجميل ... وحضنته الحياة لتعوضه ... وكان التنور شيخه الجليل فتسلل في عتم الظلم وتجاوز كل حواجز الخوف والتباطؤ ، وتغلغل في مملكة الظلم والقهر وجعل من أحزانه حزام جبروت ناسف ... وفجر أكثر من خمسين عام من الصمت والعجز ... لينتفض الغضب رجلا والرجل يتزوج معشوقة أسماها الحرية ... وفي الربيع كان المخاض العسير فأنجبت الأرض ما أنجبت ... وأنجبت الحرية مدينة أسماها التاريخ (( غزة )) سكتت غزة ... وتكسرت الأدمع في حنجرتها وهي تسرد حكايتها وانفجرت تضحك... وتضحك ... وتضحك ... ونحن من حولها صرنا ثورة من البكاء ... ولا زالت غزة تضحك ولا زلنا نبكي ... ونبكي ... ونبكي ...
منقول بقلم علا البطاط | |
|